قال القاضي عياص رحمه الله في كتابه "الشفا في حقوق المصطفى: فصل في معاني الجود و الكرم ، و السخاء و السماحة"
و أما الجود و الكرم ، و السخاء و السماحة ـ فمعانيها متقاربة.
و قد فرق بعضهم بينها بفروق ، فجعلوا الكرم الإنفاق بطيب النفس فيما يعظم خطره و نفعه ، و سموه أيضا حرية ، و هو ضد النذالة .
و السماحة : التجافي عما يستحقه المرء عند غيره بطيب نفس، و هو ضد الشكاسة.
و السخاء: سهولة الإنفاق، و تجنب اكتساب ما لا يحمد ، و هو الجود ، و هو ضد التقتير.
و كان صلى الله عليه و سلم لا يوازى في هذه الأخلاق الكريمة، و لا يبارى، بهذا وصفه كل من عرفه.
حدثنا القاضي الشهيد أبو على الصدفي رحمه الله.....عن ابن المنكدر ، سمعت جابر بن عبد الله يقول : ما سئل النبي صلى الله عليه و سلم عن شيء فقال : لا. و عن أنس ، و سهل بن سعد مثله.
و قال ابن عباس : كان النبي صلى الله عليه و سلم أجود الناس بالخير ، و أجود ما كان في شهر رمضان ، و كان إذا لقيه جبريل عليه السلام أجود بالخير من الريح المرسلة.
و عن أنس أن رجلاً سأله فأعطاه غنماً بين جبلين ، فرجع إلى بلده ، و قال : أسلموا ، فإن محمداً يعطي عطاء من لا يخشى فاقة. و أعطى غير واحد مائة من الإبل ، و أعطى صفوان مائة ثم مائة ثم مائة ، و هذه كانت حاله صلى الله عليه و سلم قبل أن يبعث.
و قد قال له ورقة بن نوفل : إنك تحمل الكل و تكسب العدوم .
و رد على هوازن سباياها، و كانوا ستة آلاف.
و أعطى العباس من الذهب ما لم يطق حمله.
و حمل إليه تسعون ألف درهم ، فوضعت على حصير ، ثم قام إليها يقسمها، فما رد سائلاً حتى فرغ منها.
و جاءه رجل ، فسأله فقال : ما عندي شيء ولكن ابتع علي، فإذا [ 36 ] جاءنا شيء قضيناه .. .فقال له عمر: ما كلفك الله ما لا تقدر عليه. فكره النبي صلى الله عليه و سلم ذلك . فقال رجل من الأنصار : يا رسول الله ، أنفق و لا تخف من ذي العرش إقلالاً .
فتبسم النبي صلى الله عليه و سلم ، و عرف البشر في وجهه ، و قال : بهذا أمرت ذكره الترمذي.
و ذكر عن معوذ ابن عفراء ، قال : أتيت النبي صلى الله عليه و سلم بقناع من رطب ـ يريد طبقاً ، و أجر زغب ـ يريد قثاء ، فأعطاني ملء كفه حلياً و ذهباً.
و قال أنس : كان النبي صلى الله عليه و سلم لا يدخر شيئاً لغد . و الخير بجوده صلى الله عليه و سلم و كرمه الكثير .
و عن أبي هريرة : أتى رجل النبي صلى الله عليه و سلم يسأله، فاستسلف له رسول الله صلى الله عليه و سلم نصف وسق ، فجاء الرجل يتقاضاه ، فأعطاه وسقاً، و قال : نصفه قضاء و نصفه نائل . __________________
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7) سورة محمد
و أما الجود و الكرم ، و السخاء و السماحة ـ فمعانيها متقاربة.
و قد فرق بعضهم بينها بفروق ، فجعلوا الكرم الإنفاق بطيب النفس فيما يعظم خطره و نفعه ، و سموه أيضا حرية ، و هو ضد النذالة .
و السماحة : التجافي عما يستحقه المرء عند غيره بطيب نفس، و هو ضد الشكاسة.
و السخاء: سهولة الإنفاق، و تجنب اكتساب ما لا يحمد ، و هو الجود ، و هو ضد التقتير.
و كان صلى الله عليه و سلم لا يوازى في هذه الأخلاق الكريمة، و لا يبارى، بهذا وصفه كل من عرفه.
حدثنا القاضي الشهيد أبو على الصدفي رحمه الله.....عن ابن المنكدر ، سمعت جابر بن عبد الله يقول : ما سئل النبي صلى الله عليه و سلم عن شيء فقال : لا. و عن أنس ، و سهل بن سعد مثله.
و قال ابن عباس : كان النبي صلى الله عليه و سلم أجود الناس بالخير ، و أجود ما كان في شهر رمضان ، و كان إذا لقيه جبريل عليه السلام أجود بالخير من الريح المرسلة.
و عن أنس أن رجلاً سأله فأعطاه غنماً بين جبلين ، فرجع إلى بلده ، و قال : أسلموا ، فإن محمداً يعطي عطاء من لا يخشى فاقة. و أعطى غير واحد مائة من الإبل ، و أعطى صفوان مائة ثم مائة ثم مائة ، و هذه كانت حاله صلى الله عليه و سلم قبل أن يبعث.
و قد قال له ورقة بن نوفل : إنك تحمل الكل و تكسب العدوم .
و رد على هوازن سباياها، و كانوا ستة آلاف.
و أعطى العباس من الذهب ما لم يطق حمله.
و حمل إليه تسعون ألف درهم ، فوضعت على حصير ، ثم قام إليها يقسمها، فما رد سائلاً حتى فرغ منها.
و جاءه رجل ، فسأله فقال : ما عندي شيء ولكن ابتع علي، فإذا [ 36 ] جاءنا شيء قضيناه .. .فقال له عمر: ما كلفك الله ما لا تقدر عليه. فكره النبي صلى الله عليه و سلم ذلك . فقال رجل من الأنصار : يا رسول الله ، أنفق و لا تخف من ذي العرش إقلالاً .
فتبسم النبي صلى الله عليه و سلم ، و عرف البشر في وجهه ، و قال : بهذا أمرت ذكره الترمذي.
و ذكر عن معوذ ابن عفراء ، قال : أتيت النبي صلى الله عليه و سلم بقناع من رطب ـ يريد طبقاً ، و أجر زغب ـ يريد قثاء ، فأعطاني ملء كفه حلياً و ذهباً.
و قال أنس : كان النبي صلى الله عليه و سلم لا يدخر شيئاً لغد . و الخير بجوده صلى الله عليه و سلم و كرمه الكثير .
و عن أبي هريرة : أتى رجل النبي صلى الله عليه و سلم يسأله، فاستسلف له رسول الله صلى الله عليه و سلم نصف وسق ، فجاء الرجل يتقاضاه ، فأعطاه وسقاً، و قال : نصفه قضاء و نصفه نائل . __________________
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7) سورة محمد