أهلا بك .. والمنتدى وأهله تشرفوا بوجودك بينهم..
فيك معانا في منتدانا.. بين اخوانك واخواتك الأعضاء
نتمنى لك طيب الإقامة وقضاء وقت مُمتع ولحظات سعيدة بصحبتنا .. بإذن الله
المدير العام
محمد فيصل عبد السلام

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

أهلا بك .. والمنتدى وأهله تشرفوا بوجودك بينهم..
فيك معانا في منتدانا.. بين اخوانك واخواتك الأعضاء
نتمنى لك طيب الإقامة وقضاء وقت مُمتع ولحظات سعيدة بصحبتنا .. بإذن الله
المدير العام
محمد فيصل عبد السلام

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    جنكيز خان قاهر المدن

    kago
    kago
    المدير العام
    المدير العام


    عدد المساهمات : 391
    نقاط : 27007
    تاريخ التسجيل : 29/03/2010
    العمر : 34

    جنكيز خان قاهر المدن  Empty جنكيز خان قاهر المدن

    مُساهمة  kago السبت يوليو 24, 2010 12:48 am


    من طغاة العالم :
    جنكيز خان قاهر المدن


    (جريدة تشرين)


    لعل أدق لقب أطلق على جنكيز خان (الملعون) تسمية دونها أئمة الإمبراطورية الفارسية التي اجتاحها هذا الطاغية منذ (7) قرون ، فتغلغلت جحافله إلى الصين و الشرق الأوسط و القفقاس تدك المدن دكاً و تقشط الأرض قشطاً ، تعبير يصح استعماله و ليس فيه مبالغة على الإطلاق بعد اتباع سياسة الأرض المحروقة .


    فالبلاد التي يكتسحها تباد بطريقة يصعب إعادة معالمها التي صهرت الأوامر تصدر بحرق كل ما هو ساكن و ذبح وقتل كل ما تبقى .


    كان الجند المنغول يزهقون الأرواح في أصغر شبر تطأه قدمهم ليحموا أنفسهم من أي انتقام محتمل قد يحاك ضدهم في الخفاء .
    أعدادهم الغازية تفوق سكان أي مدينة يحتلونها لذا لم يشعروا بالغربة أينما حلوا . وأول بقعة يغزونها تكون عرضة لإبادة جماعية لتكون عبرة لكل من تسوغ له نفسه بالتمرد في الأقاليم المجاورة المرتقب اقتحامها .


    تلك الخطة استراتيجية جنكيز خان في القتال .. كان احتلال المدن يتم إما بحصارها أو باللجوء إلى الحيلة و الغدر فيوجه نداء إلى الأهالي يشمل النساء و الرجال على السواء بالتجمع عند البوابات المنتشرة و يبدأ الجنود المنغول بانتقاء الرجال ذوي الحرف و المهن المفيدة تمهيداً لنفيهم إلى منغوليا و أقوياء البنية يؤسرون كعبيد أو مرتزقة يحشرونهم في صفوف المعارك الأمامية و الأعداد الباقية تقطع رؤوسهم و تكدس بشكل هرمي .


    أما النساء فكانت تغتصب قبل أن ترسل للخدمة في البيوت في أبشع صور الرق أو توزع كمحظيات و جوار في قصور الأسياد و المتبقيات منهن اللواتي يحملن أطفالاً رضعاً تشحذ رقابهن بالسيوف مع الأطفال دون استثناء .


    وفي إحدى الغزوات أقدمت 60 ألف امرأة بإلقاء أنفسهن عبر النوافذ أو من فوق البوابات الشاهقة كي لا يصبحن لقمة سائغة في قبضة المنغول .


    وسرعان ما يتحول السكان إلى آكلي لحوم الجثث بعد أن تجرد مدنهم من خيراتها .


    ويعتبر الزحف المنغولي من أهم الأحداث التاريخية خلال الألف سنة الأخيرة فبالإضافة إلى الخراب و الفناء الذي يخلفونه فقد اختلطوا بعوالم أخرى و نقلوا أمراضاً انفردوا بها لم تعرفها البشرية من قبل .


    أما جنكيز خان فهو لقب أطلق عليه و معناه اللغوي (المقاتل الفذ) و اسمه الحقيقي (تيموشين يسكاي) نسبة إلى جده ، ولد عام 1162 في منغوليا في قرية على ضفاف نهر (أدنون) تحتضنها سهول فسيحة لتشكل التقاء بين غابات سيبيريا في الشمال و صحراء غوبي جنوباً كان والده شيخ قبيلة و جماعته شرذمة من البدو و المنغول الرحل لم يعرفوا حياة الاستقرار ولا الولاء للأرض بسبب ترحالهم المستمر ولم يقيموا وزناً للمعايير الأخلاقية.


    و بولادة تيموشين تنبأ وجهاء القبائل بأن للطفل مستقبلاً باهراً و شأناً عظيماً لوجود وحمة حمراء قانية على ذراعه ، إنها علامة فارقة تحمل المجد و هو اعتقاد كان مترسخاً آنذاك .


    و المنغول عرق لا يوجد في تراثه إلا الخرافات و ليس لديهم عقيدة دينية ثابتة و يؤمنون بالأساطير و السحر و التعويذات و يعبدون الإله (تيفري) و أكثر ما يقدسونه قمم الجبال الشاهقة و منابع المياه ، وللماء قدسية خاصة في معتقداتهم و لا يجوز تدنيس طهارتها بطهو الطعام و غسل الثياب .


    فكانت ملابسهم تهترئ على أجسادهم و تنبعث منهم رائحة نتنة كالجيف و يكتفون بشوي طرائدهم و يعزون أصلهم إلى أسطورة ذرية (الذئاب الزرقاء) المنتشرة على نطاق واسع في منطقتهم الجليدية حيث تنخفض درجة الحرارة إلى ناقص 42 درجة مئوية .


    ترعرع الفتى تيموشين في كنف والدته بعد موت أبيه و هو غلام صغير تشد من أزره فقد تميزت بالصرامة و حصافة الرأي و بالرغم من أن المجتمع المنغولي يجيز تعدد الزوجات دون تحديد فإن للمرأة احتراماً و رأياً نافذاً فنشأ الصبي على القتال منذ نعومة أظفاره و أخذ مكانته كشيخ قبيلة فيما بعد خليفة لوالده و بقي على مدى ثلاثين عاماً يشن الغزوات المحلية على القبائل المجاورة و يدمجها تحت لوائه و بحلول عام 1206 م اطمأن إلى قوته العسكرية و بكل جسارة و ثقة أطلق على نفسه تسمية (الإمبراطور) و باركت أتباعه هذه الخطوة مضيفة له لقباً آخر هو جنكيز خان أو المقاتل الفذ و دونه التاريخ تحت هذا اللقب .


    بعد هذه الإنجازات أصبح له رصيد عسكري لا يستهان به و قد كتب المؤرخون بأن قواته كانت تخضع لتدريبات شاقة مميزة ، و لشرب المسكرات دور هام في غزواتهم و يتعاطونه إلى حد الثمالة وهو عبارة عن لبن الفرس يخمرونه بطريقة خاصة بهم و أثناء تأدية القسم العسكري يشربون مقداراً من دم الخيول التي يذبحونها في طقوس دينية كقرابين و عربون عهد وولاء للقائد جنكيز خان .


    و المنغول من الشعوب التي تتغذى على اللحوم و لا يميزون بين جرذ أو أرنب أو ذئب و يتلذذون بمضغها نيئة و لعل أشهر ما تميز به المنغول موسم الصيد الطويل الذي يمتد إلى ثلاثة أشهر فالجيش ينفذ أوامر الاستنفار بهذه المناسبة بالإضافة إلى أعداد كبيرة من العبيد و المساعدين حتى تصل حشودهم إلى 120 ألف نسمة فتقام الحصون على مسافات تتجاوز آلاف الأميال و يبدأ القنص الكبير فوق التلال و داخل الغابات و قد جاء في أحد الكتب الوثائقية عن هول هذا المشهد .


    المنظر يفوق للعقل أن يتصوره ، الذئاب و الأسود و الدببة و الثيران حيث تحضر حيوانات الإقليم كلها و تساق بأعدادها الهائلة التي تربو على مئات الألوف لتحاصر في بقعة لا تزيد على 9 أميال و يمنع قتلها ريثما يأتي القائد جنكيز خان مع بطانته و زوجاته و يتربع محاطاً بحاشيته و بانتظار إشارة من يده يشرعون بنحر الحيوانات و سلخ جلودها و تقطيع أوصالها و توزع الطرائد حصصاً على الجموع المحتشدة ، إن موسم الصيد المنغولي يفوق وصف الأساطير.


    لكن الحدث الأعظم هو زحفه إلى الصين يشده في هذا الغزو ، توقه لإذلال سلالة الجورش الذين يعتبرون أنفسهم أسياد المنغول لا سيما أن إمبراطورها (كوشلك) تمكن من الفرار من منغوليا بمساعدة التتر و بمؤازرة الفرس له أصبح حاكم الصين .


    إنه عدو جنكيز خان اللدود بل شوكة تنغص حياته ، كانت حملة عسكرية موفقة لم تسفك فيها الدماء فالرعب و الهول الذي يبثه المنغول في النفوس ، و الفرائص التي ترتعد بمجرد ذكر اسمهم تجعل أي حاكم يقبل بالحلول الدبلوماسية إذا كان إلى ذلك سبيل .


    حاصرت جحافل جنكيز خان المدينة و أطبقت على مراكزها الإستراتيجية فهرع الإمبراطور ((كوشلك)) للقاء القائد المنغولي في أحد القلاع و اجتمعا وجهاً لوجه .


    جهر جنكيز خان بشروطه : (( هاأنا هنا بإرادة السماء و أمام قوتي أنت مخلوق ضعيف لكنني أتراجع عن غزوتي إذا فتحت خزائن بلادك أمام جنودي ليأخذوا ما تشتهيه نفوسهم من أموال و نفائس و خيرات )) .
    و دون تردد وافق الإمبراطور الصيني مصافحاً فاتح الصين . اتخذ لاستقبال الجيوش المنغولية 3000 رأس خيل و حمل أميرتين في سلالة الجورش و 500 فتى و فتاة و قطعاناً لا تحصى من الجمال البيضاء و انتشر المنغول ينهبون دون رادع ولا رقيب بينما عاد جنكيز خان إلى منغوليا ظافراً ، لقد تحقق حلمه بإذلال إمبراطور الصين .
    لم تتحمل الأقليات من التتر و الكينان هذه الصفعة فبدأوا يحيكون المؤامرات للإطاحة بالإمبراطور الذليل و طلبوا مساعدة الفرس و تسربت أخبار الانتفاضة إلى جنكيز خان فسارع إلى غزو الصين مرة أخرى و هاهو الإمبراطور ثانية في قبضته و لا سبيل إلى المفاوضات هذه المرة .


    أدرك الإمبراطور أنه هالك لا محالة فأقدم جنكيز خان على خنقه تحت أثقال من السجاد ، فمن المبادئ المنغولية أنه لا يجوز لدماء النبلاء أن تسيل على الأرض ، تلك العادات كانت متبعة و منها أيضاً شنقهم بخيط حريري أو دفنهم أحياء .



      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 11:00 am